EVKAF TOPLANTISINDA SUNULAN TEBİĞ

17 Temmuz 2009

المؤتمر الثالث للأوقاف

الجامعة الاسلامية

 

18-20/10/1430 ه

8-10 Ekim 2009

 

المدينة المنورة

المملكة العربية السعودية

 

وضع الاوقاف الاسلامية ومقايستها مع الاوقاف الجديدة بتركيا

 

 

التبليغ: مقايسة الاوقاف الجديدة بتركيا مع الاوقاف الاسلامية

 

الدكتور علي اوزاك

الاستاذ المتقاعد من كلية الالهيات

ورئيس وقف دراسات العلوم الاسلامية

اسطانبول 6/3/2008

 

 

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلي آله واصحابه اجمعين.  وبعد:

ان مؤسسة الوقف في الاسلام مؤسسة مهمة جدا باعتبار ان هذه المؤسسة الوقفية خدمت للمسلمين وغير المسلين خدمة عظيمة في تارخ الامة الاسلامية طول التاريخ الا انه حينما ضعفت ادارة الدولة  عند المسلمين  واصبح معظم بلاد المسلمين مستعمرة بيد غير المسلمين اصبحت خدمات الاوقاف تضمحل شيئا فشيئا.ثم تغيرت الاحوال وضاع كثير من الاوقاف بسوء ادارة القائمين بامور الاوقاف او بيد الدول التي تُدير الاوقاف .

         وبعد الغاء الخلافة و ملاصقا بتلك الحوادث الصعبة التي وقعت بعد الاستعمار  وبعد تغيير النظم القديمة و تطبيق النظم الجديدة التي كثيراما استعاروا من بلاد الغرب؛ فالاوقاف الاسلامية انحرفت عن استقامتها في خدمة الامة. وانتقلت ادارة الاوقاف في بعض البلاد الي يد المستعمرين  وأُلغى بعض الاوقاف وبيع البعض بايدى المسلمين وغير المسلمين.

         أما الاوقاف الباقية الموجودة في بلاد المسلمين كانت تحت ادارة المسلمين الا ان ادارة هذه الاوقاف ايضا ضعفت وبعدت عن خدمة الامة بعدم وجود الادارة وفق قوانين الاوقاف ووفق شرط الواقف. ومع الاسف الشديد بيع بعض الاوقاف بيد المسلمين في آواخر الدولة العثمانية بسبب ضعف عقيدة الناس فى الخدمة و في ادارة الاوقاف.

 ونذكر هنا حادثة تاريخية وهى ان السلطان عبد الحميد المرحوم أوقف أراضى فلسطين بسبب طلب اليهود أراضى من فلسطين لاقامة دولة اسرائيلية وكان هناك قانون كما تعلمون في الدولة  العثمانية يمنع بيع أرضى موقوفة. وأراد السلطان ان لايبيع أهالى فلسطين ارضَهم الى اليهود.

و في ايام الجمهورية التركية تغيرت ادارة الاوقاف من الاصل و ألغيت وزارة الاوقاف واُسست ادارة الاوقاف العامة بدلَ الوزارة وغَيروا نظام ادارة الاوقاف.ثم أُسس بنك باسم بنك الاوقاف

  و هذا البنك الذى مازال يعمل رسميا كان بنكا حكوميا.Vakıflar Bankası 

    وجعلت كُل الاوقاف الخيرية التى كانت قد وُقفت للمساجد والمدارس والتقاياوالمستشفيات وللخيرات مثل سبيل الماء ومساكن الطلاب والمطابخ التى تطبخ فيها المطاعم للفقراء وغيرها و من الخيرات  الكثيرة مثل دار الضيافة ودار المسافرين ؛ كلها أصبحت تابعة لادارة الاوقاف العامة وبعد هذه التغيرات والتبدلات  بدأت الدولة دفعَ  مرتبات الائمة في المساجد  و ومرتبات الموظفين في المدارس من ميزانية الدولة. فبذلك كل الاوقاف الخيرية ألغيت وجعل عقارها للدولة.

          وفي ايام الجمهورية اُسست مؤسسة باسم "التأسيس" حسب القانون المدني الجديد بتركيا. ثم غُيّر هذا الاسم بكلمة "الوقف" واصبح كل تأسيس بعد ذلك "وقفا" وهكذا اشتهر عنوان الوقف او اسمه في تركيا من جديد.

 وفي الحقيقة ان الاوقاف الجديدة الموجودة الآن في تركيا لاتُعتبر اوقافا شرعيا كما في الفقه الاسلامى اوكما عُرّف الوقف في الفقه الاسلامى لانه كما تعلمون ان الوقف الشرعى الاسلامى له شروط معين مثل : حبس العين على ملك الواقف او على ملك الله

 

ادارة الاوقاف الاسلامية فى المجتمع المعاصر فى تركيا

معنى الوقف لغة واصطلاحا :

كلمة الوقف فى اللغة؛ وقف يقف وقوفا: قام من جلوس؛  ووقف: سكن بعد المشي؛  ووقف على الشيئ : عاينه؛ ووقف فى المسألة:  ارتاب فيها؛ ووقف على الكلمة: نطق بها مسكنةَ الآخر قاطعا لها عما بعدها؛ ووقف الحاج بعرفات: شهد وقتها؛ ووقف فلان عند فلان : فهمه و تبينه؛ ووقف الماشيَ والجالسَ وقفا جعله يقف؛ يقال: وقف الدابةَ ووقف فلانا عن المشي: منعه عنه؛ ووقف فلانا على الامر: أطلعه عليه ووقف الدارَ ونحوها حبسها فى سبيل الله. والوقف فى القرائة: قطع الكلمة عما بعدها.

والوقف عند الفقهاء : حبس العين على ملك الواقف او على ملك الله.

الواقف عند الفقهاء : الحابس لعينه اما على ملكه و اما على ملك الله تعالى.

والواقف ايضا: خادم البيعة (والبيعة معبد النصارى جمعها بِيَع).لانه وقف نفسه على خدمتها.

والموقوف عند الفقهاء: العين المحبوسة اِما على ملك الواقف و اما على ملك الله و معنى الوقف- جمعه أوقاف: الحبس والذى يطلق على الاوقاف مأخوذ من معنى الحبس.

و جائت كلمة الوقف فى القرآن اربع مرات:

1 – فى سورة الصفات 24 : " وقفوهم انهم مسؤلون " على صيغة الامر.

2 – فى سورة الانعام 27 :  " ولو ترى اذ وُقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد......."

3 – فى نفس السورة : " ولو ترى اذ وقفوا على ربهم  قال  أليس هذا بالحق؟ ...."على صيغة الماضى

4 – سورة سـبأ : " ولو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم ..." بصيغة اسم المفعول.

و فى هذه الآيات كلها جائت كلمة الوقف بمعاهااللغوى. ولم يَستعمل القرآن كلمة الوقف بمعناه المعروف عند الفقهاء و لكن جائت فى القرآن بدل الوقف كلمات الصدقة ، البر ، الانفاق ، الزكاة ، المعروف .

اما فى الاحاديث النبوية فقد جائت كلمة الوقف بمعناها الاصطلاحى:

ذكر البخارى رحمه الله فى كتابه  الجامع الصحيح  فى كتاب الوصايا أحاديثَ كثيرة حول الاوقاف.

وكانت الصدقة الجارية فى ايام الرسول صلى الله عليه وسلم تستعمل على معنى الوقف، لذلك قال النبى (ص) لابى طلحة : " أرى ان تجعلها فى الاقربين" .فقال: "أفعل" فقسمها بين أقاربه و بنى عمه. و كان هذا صدقة أبى طلحة المعروفة.

وبوّب البخارى هكذا :

باب اذا قال: دارى صدقة لله، ولم يبين أ هى للفقراء او غيرهم فهو جائز  ويضعها للاقربين حيث أراد .

باب اذا وقف أرضا و لم يبين فهو جائز و كذلك الصدقة .

باب اذا أوقف جماعة أرضا مشاعا فهو جائز .

باب الوقف كيف يكتب.

باب الوقف للغنى والفقير والضعيف.

باب وقف ارضا للمسجد وهو جائز.

باب وقف الدواب والكراع والعروض والصامت . الكراع اسم للخيل، والعروض  جمع عَرض وهو المتاع لانقد فيه . والصامت ضد الناطق وأريد به النقد من المال.

باب نفقة القَيِم للوقف.

باب اذا وقف أرضا او بئرا واشترط لنفسه مثلَ دِلاء المسلمين.وأوقف أنس دارا وكان اذا قدمها نزلها.

باب اذا قال الواقف: لانطلب ثمنه الا الى الله فهو جائز.

نرى من هذه الابواب التى بوبها البخارى فى كتاب الوصايا ؛ أن فكرة الوقف – وان لم تذكر فى القرآن صراحة – كانت موجودة فى ايام الرسول (ص) . أسست هناك أوقاف كثيرة من طرف الرسول (ص) بالذات او من الصحابة رضى الله عنهم . الا ان كلمة الوقف لم تستعمل فى الاحاديث بل استعملت كلمة الصدقة اى الصدقة الجارية . لذلك نستطيع ان نقول : ان الاوقاف قد شرعت فى ايام الرسول(ص) و استمرت بعده الى يومنا هذا.

و أريد ان أشير هنا الى شيئ مهم جدا فى نظرى : ان المسلمين وُفّقوا فى تأسيس و تطوير الاوقاف توفيقا عظيما جدا لاننا نرى و نجد أوقافا كثيرة فى كل ما يتعلق بحياة الانسان المادية و المعنوية  ولكنهم لم يُوَفّقوا فى تأسيس مؤسسات للزكاة و القرض الحسن. مع ان الصعوبة الكبيرة فى المشاكل الاقتصادية التى يتعاطاها المسلمون اليوم فى حياتهم الاقتصادية و السياسية و الادارية و التجارية  وكان سبب هذه المشاكل و الصعوبات من اهمالهم هذه المؤسسات و خاصة  مؤسسة القرض الحسن.  لانه بسبب اهمال تأسيس مؤسسة القرض الحسن ما أمكن للمسلمين  ان يجتنبوا من الربا المحرم . لاننا نعرف من تاريخ الاقتصاد أنه كان فى البلاد الاسلامية  جهابذة ( مفردها جَهبذة) بدأً من ايام الدولة الامـوية  و كانوا يتعاملون بالربا  بين الناس. و كان هؤلاء كثيرا ما من اليهود .  لـما ذا ؟ ...

لان الانسان دائما يحتاج الى القرض كما ان الرسول(ص) احتاج و أخذ القرض و تسمى هذه الحاجة البشرية فى الاقتصاد " المقارضة " و هى من ضروريات الحياة . و ان لم تأت بحلول شرعى والناس يقتحمون و يعملون بالربا لانهم مضطرون فى انجاز ما يحتاجون اليه.

فإذا كان الامر كذلك لَكان الواجب على علماء المسلمين ان يُطوروا هذه المؤسسة المهمة المأمورة فى القرآن الكريم .

عندنا فى اللغة التركية مثل : " من اية مرحلة يُرجع من الضرر فهو ربح " .  ففى امكاننا تطوير هذه المؤسسة فى هذا الزمن. و كان طول التاريخ فى البلاد الاسلامية يوجد  " المسترهن أو المرادى" الذى يعطى دَينا مَن يحتاج اليه و هذه المعاملة موجودة الآن بين الناس خارج البنوك لان هناك قاعدة اقتصادية : حينما وُجد الطلب الى شيئ فهذا الشيئ يوجد فى المجتمع إما بطريق رسمى او بطريق سرى مادام فى المجتمع يحتياج الى القرض فيوجد فيه مَن يلبّى هذا الاحتياج . فعلماء المسلمين دائما قالوا : " الربا حرام " واكتفوا . نعم الربا حرام وهو مذكور فى القرآن  و كان فى امكان العلماء- وهم ورثة الانبياء- ان يوجدوا طريقا لحل مشكلة القرض بعيدا عن الربا. لان القرآن قال : " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" البقرة185 .

" يريد الله ان يُخفف عنكم و خلق الانسان ضعيفا "النساء 28 .

و قال الرسول (ص) " يسروا ولاتعسروا بشروا ولا تنفروا" .

مستندا و معتمدا على هذه الآيات و الاحاديث كان فى امكان العلماء ايجاد حل لهذه المشكلة آخذا بهذاالحديث القدسى الصحيح وهو"اناعند ظن عبدى بى(فليظن بى عبدى مايشاء"بخارى توحيد

15

د و ر الا و قـا ف فى المجـتمع طـو ل التـا ريـخ

 

الاوقاف لعب دورا مهما جدا فى تاريخ الاسلام  بدأً من عصر السعادة الى يومنا هذا فى مجالات الحياة الاجتماعية و الاقتصادية والدينية بين المسلمين حتى نستطيع ان نقول  ان كثيرا من الاعمال التى تُؤديها الدولة  الآن  كانت تُؤَدى بواسطة الاوقاف فى تلك الازمنة . و نحن نهتم بما كانت الاوقاف تؤدى من وظائف مهمة . و نمثل هنا  وقف  "آلتون آبا " الذى أسس فى ايام سلاجقة آناضول بـمدينة قونيا و كان الوقف يتكون من مبنى فيه ثمانية عشر غرفة  و كان هذا الوقف يهدف نشر الاسلام بين غير المسلمين لذلك جاء فى دستور الوقف هكذا :

الخمس من عقار الوقف يُصرف لاحتباجات مَن يدخل فى الاسلام من اليهود والنصارى و 

المجوس  و يُسد ما يحتاجون اليه من الاكل والشرب والملابس والجزم ويُعمل ختانهم و يصرف

 لتعليمهم قرائة القرآن بمقدارما يصح به الصلاة(عثمان طوران، وقف شمس الدين آلتون آبامجلة بَلّتَن1947  عدد 11 / 42     211

وكان الوليد بن عبدالملك فى سنة 88 وقف بعض القرى و المزارع  لمسجد أمية بالشام.  يقال : ان هذا الوقف اَول وقف من نوعه لان غلة هذا القرى و المزارع كانت تصرف للمسجد ثم توسعت مجالات الاوقاف وشملت على مرافق الحياة كلها.

 

المقايسة بين الاوقاف الجديدة والقديمة

           اريد ان اشرح  اولا الاوقاف الشرعية  التي بدأت في ايام الرسول (ص) ودامت الى عصرنا. وتنقسم الاوقاف الى ثلاثة اقسام:

الاول:الاوقاف الخيرية هدفها خدمة الامة عامة وهذه الاوقاف تخدم للمؤسسات والاشخاص وغايتها التصدق لوجه الله تعالى والدعم للمنافع العامة.

الثانى: الاوقاف الاهلية وهذه الاوقاف تخدم لاشخاص معينة التى تأتى من نسل الواقف ويقال ايضا الوقف الذُرّى.

الثالث: الاوقاف النقدية اوالاوقاف المنقولة وهذه الاوقاف تؤسس بالنقود والمنقولات والدواب وما اشيه ذلك.

الاوقاف الشرعية

الوقف الشرعى هو حبس العين على ملك الواقف والتصدق بالمنفعة بمنزلة العارية. هنا عملية الوقف تتحقق بوجود ما يأتى :

الواقف هو شخص يريد ان يحصل على ثواب من الله تعالى للتقرب الى الله

 الموقوف وهذا يتكون من الاراضى الزراعية والحديقة والاشجار الثمارية. كل هذه اموال غير منقولة. وقد يكون حيوانا للركوب وقد يكون عقارا مثل ان يقف شخص عقار بيته او أراضيه او ثمار اشجاره او ان يقف نقودا. فالواقف يقف مقدارا من النقود لكى ينتفع الناس منها.

الاوقاف النقدية كثيرة جدا في تاريخ الامة الاسلامية وأعد اطروحةَ دكتورة اسماعيل قُرْط عن            para vakıfları   النقدية الاوقاف الاوقاف النقدية باسم

ووصل عدد الاوقاف الى 3927 فى مدة  أربعمائة و واحد وخمسين سنة. وهذه الممعلومات عن  الاوقاف النقدية استخرجت من المحاكم الشرعية التى كانت تنظر الى تأسيس الاوقاف  و اعمالها باسطنبول.كل هذه الاوقاف مع شروط الواقفين موجودة في السجلات الشرعية الموجودة باسطنبول.

ماسبب هذه الكثرة من الاوقاف النقدية؟

أظن  ان سبب كثرة هذه الاوقاف كان يأتي من احتياج الناس الى الدَين. ولكن ما كان هناك بنوك كما في هذه الايام. وكان هناك حديثا يُرَغّب اعطاء الدين. و يقال : ان اعطاء الدين  مَن يحتاج اليه بشدة كان احسن ثوابا و افيد اجتماعيا.

وفي الحقيقة انه كان احتياجا مبرما. ولكى يُسد هذا الاحتياج فَكّر كثير من المسلمين الذين عندهم امكان ان يؤسس وقفا نقوديا. وانتشر هذه الفكرة وكانت هذه الاوقاف النقدية تجيب احتياجات الناس الى النقد ولكن هنا المهم هوكيف كان يَعمل او يجري هذا العمل ؟ او بكلمة أخرى بسبب حرمة تنمية النقود بالربا  كيف كانت المعاملات تجرى؟ولو كان هذا الوقف صندوقَ القرض الحسن ماكان هناك مشاكل. الا انه كان وقفا والمطلوب من هذه الاوقاف النقدية هى استمرار المساعدات وهذه لا يمكن الا بتنمية اموال الوقف او على الاقل حفظ النقود الموقوفة. وكان لهم طريقان فى التنمية و الحفظ:

الاول: العمل بفتوى جواز تنمية نقود الاوقاف بالربا او بما يشبه الربا.يقولون ان العلماء فى أواخر الدولة العثمانية أجازوا او افتوا لتنمية مال اليتامى والارامل و مال الاوقاف الخيرية بما يشبه الربا واعتبروا هذه الاموال كالاموال العامة ليس لها صاحب ومالك معين  وفى الحقيقة ان الحرمة فى الربا تترتب على الاشخاص لا على المؤسسات لذلك يجوز للدولة ان تتعامل بالربا اذا كان هناك احتياج مبرم بسبب ان الدولة شخص حكمى لا شخص حقيقى والاثم والعقاب يجرى على الاشخاص الحقيقيين.

 والثانى: بطريق الحيلة الشريعة بِرِهان قوية وهذه المعاملات كانت بالمرابحة والمضاربة.ولكن فى المرابحة والمضاربة احتمال الضرر موجود. ولذلك نرى فى تاريخ الاوقاف النقدية معاملة ما يشبه الربا.

 

  الاوقاف في ايام الصحابة رضى الله عنهم

 

الوقف كصدقة وخير في سبيل الله تعالى موجود طبعا في عصر السعادة لان الاسلام شجّع الناس الي الخيروالبروالصدقةوالرسول (ص) ايضا شجّع الناس الي الخيروقال:خيرالناس من ينفع الناس"

وذكر البخارى في صحيحه في كتاب الوصايا  "إذا وقف أرضا ولم يبين الحدود فهو جائز وكذلك الصدقة"      

 قال الزهري فيمن جعل ألف دينار في سبيل الله ودفعها إلى غلام له تاجر يتجر بها ويجعل ربحه صدقة للمساكين والأقربين هل للرجل أن يأكل من ربح ذلك الألف شيئا؟قال ليس له أن يأكل منها .

عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما ان عمر حمل علي فرس له  في سبيل الله اعطاها رسول الله (ص) ليحمل عليها رجلا فأُخْبِر عمر انه قد وقفها يبيعها فسأل رسول الله (ص) ان يبتاعها

فقال: لا تبتعها ولا ترجعن في صدقتك

ان كلمة الوقف وكلمة الصدقة مترادفان في الغاية لان الغاية من الوقف والصدقة هى المساعدة والدعم لمن كان له حاجة. وكما نرى ان الرسول (ص) استعمل هذين الكلمتين معا في كثير من احاديثه. فبناء علي ذلك  ان الصحابة وبعدهم الامة طبقوا هذا الامر في حياتهم لخدمة الامة. حتى اننا نرى في كثير من شروط الوقف انهم لم يخصصوا منفعة الوقف للمسلم فقط بل عمموا منافع الوقف الي المسلم وغير المسلم كما فى وقف آلتون آبا فى قونبا  ولم يخصصوا للفقراء فقط فعمموا ايضا الي الفقيروالغني مثل الاوقاف التي خصصت للاقارب والاولاد والاحفاد والضيوف.

وفعلى الاحاديث المنقولة في البخاري ان مال الوقف يتكون من انواع مختلفة مثل الاراضى والبيوت والحيوانات والعقارات والنقود.ولذلك نرى في تاريخ الوقف ان المسلمين طبقوا كل هذه المواضيع وجعلوا اوقافا  في مجال كل هذه الموضوعات

 

 

حالة الاوقاف طول التاريخ

 

 ان تأسيس وقف سهلٌ جدا الا ان ادارة الاوقاف راعيا حقَ الواقف والموقوف له صعبٌ جدا لاننا نرى في تاريخ الامة الاسلامية منافع فى الاوقاف مع وجود مفاسد فيها لان المتولين لم يكونوا في نفس المستوى من ناحية العدالة والمسؤلية. نذكر هنا امثلة عن تاريخ الاوقاف وادارتها وانواعها

انواع الاوقاف

اوقاف الاراضي والبيوت :

1- اكثر الاوقاف قديما كانت الاراضي الموقوفة وكان عقار هذه الاوقاف تصرف الي من كان صاحبَ حق للانتفاء من اموال الوقف. لذلك كان المهم هو ادارة عقار الوقف.

2- الحيوانات الموقوفة مثل الحصان و الابل وما اشبه ذلك وهذه الاموال الموقوفة كانت تستعمل لصالح الفقراء او في سبيل لله والمهم هنا هو تربية هذه الحيوانات وادارتها ورعايتها واعاشتها.

3- النقود الموقوفة وكانت توجد نقود موقوفة بين هذه الاوقاف رغم ان الاسلام حرم معاملة الربا. وكان مقدار النقود الموقوفة كبيرة جدا. وكان لاستخدام و استثمار وتنمية هذه النقود شروطا يشرط بها الواقف. وكل من يقف نقودا يكررنفس القواعد تقريبا ويقول:"تنمية هذه النقودتُعمل باعطاء من كان امينا وقويا بالرِهان القوية لكى يُدفع نماءٌ بمقتارخمسةعشرفي المائة سنويا"

وكانت مسئلة النقود الموقوفة التي تعطى لمن كان يستعملها بالتجارة للتنمية بطريق المعاملة الشرعية والحيلة الشرعية علي نظام المرابحة او المضاربة طول التاريخ، و كانت هذه المعاملة مسألة صعبة.

والمهم ان وُجد هناك نقود موقوفة فكان ينبغي تنمية هذه النقود  ولكن كيف تُحقّق التنمية؟ وهذا النظام في الازمان التي لا يوجد فيها مؤسسة مثل البنوك في زماننا كان يخدم لمن يحتاج الي القرض. والذى يأخذ القرض من الاوقاف كان يعطى مقدارا من المبالغ كنماء لاموال الوقف.   والعالم الكبيرالماوردى الذى عاش في ايام العباسين (مات 450 ه-1058 م) وشاهد سؤء ادارة القضاة في الاوقاف وطلب من الخليفة العباسي ان يُعين مَن يشتغل بتفتيش المتولين  و كان الماوردى يقسم الاوقاف الي قسمين :

الاول: الاوقاف التي تحصص وتخدم للعامة يعني الاوقاف العامة الخيرية.

الثاني: الاوقاف الخاصة التي يخصص عقارها الي اشخاص معينة اوخدمات معينة

وسميت هذه المؤسسة التي طلب الماوردي من الدولة لمراقبة الاوقاف هى" ديوان المظالم"وهذا الديوان كان يهتم بالاوقاف العامةولايهتم بالاوقاف الخاصة ما لم يكن هناك الشكايةالي الديوان .

اما الاوقاف العامة  فالديوان كان يفتش  هذه الاوقاف من غير شكاية. لان المهم كان هو الاوقاف العامة. لانها كانت مخصصة لمنافع عامة. وفي ايام الاموية في الاندلس كان اموال الاوقاف تحفظ في مقصورة (غرفة) في مسجد قرطبة الكبير في خزانة تسمى بيتَ المال. فبيت المال هنا ليس خزينة الدولة كما يفهم في بلاد الشرق لان في الاندلس كانت تسمى خزينة الدولة العامة بخزانة المال. فلذلك كان يفيد بيتُ المال مؤسسة خزانة اموال الاوقاف.واموال الاوقاف كانت تصرف الي الخدمات العامة للناس جميعا فالاوقاف كانت تدار بيد القاضى وهو كان يعين الموظفين في ادارة الاوقاف وفي ايام الدولة السامانية كان هناك ديوان يهتم باموال الاوقاف خاصة مضافا الي الديوانات المختلفة في ادارة الدولة وهذا النظام كان سائدا في الدويلات الموجودة في العالم الاسلامى في القرون الوسطى. وفي الدولة السلجوقية الكبيرة والايوبية وفي الهند وافقانستان كان نظام العباسية يُطبّق. وفي ايام هارزمشاه كان المتولى يُعزل من ادارة الاوقاف اذا وجد سؤء الادارة في الاوقاف. وكانت ادارة الاوقاف في الدول الاسلامية في يد قاض القضاة وكان قاض القضاة يُعين الموظفين والمفتشين ويعزلهم اذا فيهم سؤء الادارة .

وفي مصر عُيّن قاض يرعى ادارة الاوقاف و يهتم بها ويرأس علي المحاكم التي تهتم بالاوقاف. والفاطميون منع وقف الاراضى و اعطى ادارة الاوقاف الي قاض القضاة كما كانت ادارة الاوقاف في الدول الاخرى.

 وفي العصر الثالث عشر تعرضت الاوقاف في البلاد الاسلامية الي تخريبات كبيرة مدة مائة ستة تقريبا ثم رؤساء الدول الالحانيين اهتموا بالاوقاف وخدموا خدمة عظيمة لاصلاح ما فسد من ادارة الاوقاف.والدولة السلجوكية التي اسست في قونيا بآناطوليا اهتمت بالاوقاف وعينت قاض القضاة ناظرا علي الاوقاف وهذا القاض اعطى ادارة الاوقاف الي رجال مشهورين في ادارة الدولة.

وفي ايام الدولة العثمانية وَكّل كثير من الوافقين ادارة اوقافهم الي رجال الدولة مثل رئيس الوزراء وشيخ الاسلام وقاضى اسطنبول

والسلطان محمدالفاتح أمّم أراضى الاوقاف والاملاك الخاصة لتقوية  المجاهدين.والاوقاف التي اسست في القرن الثامن عشر من طرف الاتراك حوالى اربع مائة وستين وقفا تقريبا. وادارة أربعمائة و ثلاثين من هذه الاوقاف كانت اعطيت الي القضاة وادارة ست وثلاثين منها كانت قد اعطيت الي متوليها.

 وفي روسيا في سنة 1552 ميلادى  اِيوان قِرازنِى الرئيس الروسى هزم دولة التاتار التي دام  حكمهافي روسيا حوالى 250 سنة. وبعد القتل العام الذى أجراه الروس في قازان صودر كل اوقاف التاتار بعد اطاعتهم الروسَ. وفيما بين سنة 1735-1855 بعد ان أصبح بلاد التاتار  خاضعة  لادارة الروس اغلقوا 418 مسجدا من المساجد التي كانت عددها تصل الي 536 في تلك الايام في روسيا وفي ايام الشيوعية في روسيا اجتمع حذب الشيوعية في سنة 1921 وقرر تأميم كل الاوقاف الاسلامية مع املاك الناس.

ومن اندلس الي اندونزيا في البلاد التي عاش فيها المسلمون اسسوا اوقافا كثيرة الا ان فساد ادارة الاوقاف بسبب مشاكل كثيرة داخلية كانت اوخاجية ضعفت ادارة المتولي وضاع كثير من الاوقاف.

احوال الاوقاف

 

 كما شاهدتم في المعلومات التي نقلتها عن التاريخ ان المسلمين جعلوا اوفافا كثيرة طول التاريخ بادئاً من عصر الرسول(ص) الي القرن العشرين حتى يقولون في أواخر ايام الدولة العثمانية كان نصف مدينة اسطانبول وقفا فطبعا هذا بالنسبة الي الارضى والاملاك والبيوت وما الي ذلك. وكانت هناك اوقاف منقولة مثل الاوقاف النقدية. ولذلك كانت ادارة الاوقاف في أوائل الدولة العثمانية في يد القضاة. اما  فى أواخرها اولا اسست مؤسسة باسم ادارة الاوقاف العامة. ثم اسست وزارة باسم وزارة الاوقاف. وبواسطة هذه الوزارة نَظمت الدولة اموال الاوقاف وكان في كل ولاية شعبة لهذه الوزارة وكان هناك مُفتشون يرعون علي الاوقاف رسميا مع هذا – بسبب ان الانسان انسانٌ في كل زمان ومكان كما جاء فى القرآن " قُتل الانسان ما أكفره "– ثَبَت بتفتيش المفتشين بعض المفاسد في ادارة الاوقاف وحصل بعض القصوروالشذوذ والارتكابات في الاوقاف خاصة بعد اشغال بعض البلاد بيد المستعمرين وبعد ضعف ادارة المسلمين.

نذكر هذه الاشياء لتكون عبرة لمن اعتبر واستبصارا لمن استبصر. غرضنا من هذا هو النقد الذاتى و هو  كيف ندير الاوقاف باحسن طريق يفيد المسلمين. ولا نريد نقدا منفيا بل نعمل نقدا مثبتا.كما جاء في الآية:"فَذَكِّرْ فان الذِّكْرٰى تنفع المؤمنين"

 

كيف كانت ادارة الاوقاف عند المسلمين

 

كانت الاوقاف قديما تدار بواسطة المتولين  ولم يكن هناك ادارة عامة تهتم بالاوقاف رسميا و أرادت الدولة العثمانية جمع الاوقاف كلها تحت ادارة رسمية . و صدر قرار رسمى 12 ربيع الاول 1242 رومى الموافق 1827 ميلادى بعنوان " نظارة الاوقاف السلطانية/ أوقاف همايون نظارتى" . وعُين على هذه النظارة ناظرُ ضَربْ خانة  حاجى يوسف أفندى. فبذلك جُمعت الاوقاف تحت ادارة رسمية  لتنظيم الاوقاف اداريا وكان عدد الاوقاف الخيرية و الاهلية  آن ذاك حوالى عشرة آلاف مؤسسة فى أنحاء الدولة العثمانية و كانت النظارة تتكون من ثلاث ادارات هى:  الوزنة ؛ وادارة الخدمة ؛  وادارة العرض ؛ و بعد مدة حينما رُؤيت  ان أعمال الاوقاف قد اتسعت ضُمت الى ذلك ثلاث مؤسسات أخرى فى ذى القعدة 1246 /1831 ميلادي.و هى ادارة التحريرات ؛ وادارة التجارة ؛ وادارة الاعمال اليومية .

واستمرت الامور فى الدولة العثمانية ثم اُنشئت وزارة الاوقاف. فبعد انشاء الجمهورية التركية فى آنقرة و بعد تأسيس البرلمان التركى أصدرت الحكومة من البرلمان قانونا جديدا يُنظم امور الاوقاف فى 2 مارس 1336 الموافق 1920 ميلادى . أمر القانون الجديد بانشاء وزارة الشؤن الشرعية والاوقاف و كانت هذه الوزارة تقوم مقام المشيخة الاسلامية فى الدولة العثمانية  و كانت هذه الوزارة تشرف على الامور الدينية والاوقاف معا  واستمرت هذه الوزارة ثلاث سنوات وعشرة أشهر. ثم فى 3 مارس  1924 قُدم اقتراح بالغاء الخلافة الاسلامية و اخراج آل عثمان من تركيا والغاء وزارة الشرعية والاوقاف . فبعد ذلك غُيّرت ادارة الاوقاف باسم       " الادارة العامة للاوقاف " بقانون رقم 829 واعتبارا من قبول القانون المدنى تغيرت امور الاوقاف و هذا القانون المدنى الجديد سمح لتأسيس مؤسسة خيرية باسم " التأسيس " مقابل الاوقاف.  فبناء على ذلك من سنة 1926 الى سنة 1967 انشئ فى تركيا ستة وعشرون مؤسسة خيرية باسم " التأسيس"  وفى سنة 1967 صدر قانون برقم 900  وغُيّر اسم التأسيس باسم " الوقف ". وفيما بين سنة1967 الى سنة1995  أُسس 3473 وقفا فى مختلف المجالات.

ان هذه الاوقاف الجديدة التى يصل عددها الى 3473 وقفا تعمل فى مجالات مختلفة من مرافق الحياة اليومية فى المجتمع التركى و تتحمل وظائف عامة خيرية وتساعد الدولة فى ميادين كثيرة و تلعب دورا مهما فى حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والسياسية وتفتح سستشفيات و تبنى مساكن للطلاب وتفتح مدارس  وتؤسس جامعات وما الى ذلك من ميادين الحياة .

 

مجال نشاطات الاوقاف

 ان الاوقاف الجديدة التى تهدف الخدمة فى مجالات مختلفة فى جمهورية تركيا  بعد القانون الصادر فى سنة 1967 م الى سنة 1995 والتى أسست رسميا تحت اشراف المحاكم الرسمية حسب أهدافها ومجالات اشتغالها تتكون هكذا :

1 – عدد الاوقاف الجديدة التى تهدف الخدمة فى مجالات التعليم والتربية 691 و نسبتها المائوية  19.896 .

2 – عدد الاوقاف التى تهدف الخدمة فى مجالات التعليم والتدريس الدينى 106  و نسبتها المائوية للموجود 3.52

3 – عدد الاوقاف التى تهدف الخدمة فى مجالات الامور الدينية عامة 353 ونسبتها المائوية للموجود 10.154 .

4 – عدد الاوقاف التى تهدف الخدمة فى المجالات الصحية 187 ونسبتها المائوية 5.384

5 – عددالاوقاف الجديدة التى تهدف الخدمة فى المجالات الخيرية عامة 1213 و نسبتها المائوية للموجود 34.926 .

6 – عدد الاوقاف التى تهدف الخدمةفى المساعدات الاجتماعية 56ونسبها المائوية 1.612

7 – عدد الاوقاف التى تهدف الخدمة فى مجالات الحضارة والفنون الجميلة 104 ونسبتها المائوية 2.994 .

8 – عدد الاوقاف التى تهدف الخدمة فى مجالات البحوث العلمية والتكنولوجية 47 و نسبتها المائوية للموجود 2.130 .

9 – عدد الاوقاف التى تهدف الخدمة فى مجالات المساعدة لمن يعمل فى مؤسستها الخاصة 163 ونسبتها المائوية للموجود 4.693 .

10 – عدد الاوقاف التى تهدف الخدمة فى مجالات الرياضة والسياحة49 ونسبتها المائوية للموجود 1.410 .

11 – عدد الاوقاف التى تهدف الخدمة فى مجالات الحضارة والمدنية و الحضارة التاريخية 45 ونسبتها المائوية للموجود 1.290 .

12 – عدد الاوقاف التى تهدف الخدمة فى التعليم الحرفى والمسلكى والمهنى 30. ونسبتها المائوية للموجود 0.863 .

13 – عدد الاوقاف الجديدة التى تهدف الخدمة فى النهضة المحلية و التعاون الاقتصادى والتعاون بين الناس الاجتماعى والصحى 163 ونسبتها المائوية 4.693 .

14 – عدد الاواف الجديدة التى تهدف الخدمة فى مجالات الصحافة والنشر والراديو   والتلفيزيون وفى اعمال الاقلام وغيرذلك 23 ونسبتها المائوية 0.662 .

15 – عدد الاوقاف الجديدة التى تهدف الخدمة فى مجالات الحقوق والديمقراطية والبحوث الاقتصادية والمالية والسياسية و فى الحقوق الانسانية 52 ونسبتها المائةية 1.497 .

16 – عددالاوقاف الجديدة التى تهدف الخدمة فى مجالات محافظة البيئة والمحيط المادى والمعنوى 88 ونسبتها المائةية للموجود 2.533 .

17 – عدد الاوقاف الجديدة التى تهدف الخدمة فى مجالات تربية المواشى والبيطرة وفى الجمعيات التعاونية والتنمية الزراعية 19 . ونسبتها المائوية للموجود 0.547 .

18 – عدد الاوقاف الجديدة التى تهدف الخدمة فى مجالات المعمارية والهندسية والمشروعات الاعمارية  10 . ونسبتها المائوية للموجود 0.287 .

19 – عدد الاوقاف الجديدة التى تهدف الخدمة فى مجالات العامةالتى لم تذكر فيما سبق من الاهداف 47 .ونسبتها المائوية 1.353 .

هذه المعلوماتقد اعطيت لى رسميا من ادارة الاوقاف العامة فى آنقرة على طلبى.

النتيجة : المجموع  3473 ونسبها المذكورة.

 

دور الاوقاف فى الجمهورية التركية

من المعلوم  ان الاوقاف قد لعبت دورا مهما جدا ف الحياة الاجتماعية و الاقتصادية فى الدول الاسلامية فى التاريخ و مرتبطا بذلك فان الاوقاف منذ سنة 1967 بدأت ان تلعب نفس الدور فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية و التعليمية فى جمهورية تركيا . من الممكن جدا ان نجد وقفا فى كل موضوع فى تركيا . لذلك ينبغى ان نُعرّف الاوقاف الجديدة فى تركيا التى انشئت بعد سنة 1967 تعريفا جديدا لان الوقف فى الفقه الاسلامى كما ذُكر فيما سبق "حبس العين على ملك الواقف أو على ملك الله " فبناء على هذا التعريف ان الغرض من الوقف هو طلب رضاء الله تعالى أما الاوقاف التى تُشكل الآن فى تركيا فليس الغرض فى الكل رضاء الله بل الخدمة فى مقاصد مختلفة من غير رعاية لوجود رضاء الله تعالى. هذا من جهة النية . أما من جهة المال الموقوف فان هذه الاوقاف الجديدة التى اسست فى تركيا تُشبه الجمعيات التى تعيش بالتبرعات . واذا نظرنا فيها من الناحية المالية فانها ليست اوقافا معروفة عند الاسلام  لان كثيرا من هذه الاوقاف يجمع التبرعات و يأخذ الزكاة و يعمل حسب الظروف المالية

 

انواع الاوقاف ف تركيا

الاوقاف فى تركيا تنقسم الى قسمين :

الاول ؛  الاوقاف التى تأخذ المساعدة من الدولة يعنى لاتدفع الضريبة للدولة فى معاملاتها أى ان الدولة تُعفى بعض الاوقاف التى تملك شروط المعافاة  من الضريبة و هى الخدمات العامة مثل التعليم والتربية و الخدمات الصحية . و تُعطى هذه المعافاةُ من الضريبة بعد تفتيش نشاطات الوقف.

وعدد هذه الاوقاف الى الآن حوالى 158 وقفا فى انحاء تركيا.

الثانى ؛  الاوقاف التى تدفع الضريبة فى معاملاتها . و هذه الاوقاف كثيرة كما ذكر فيما سبق.

 

دخل الاوقاف :

         دخل الاوقاف فى تركيا من العقارات- ان كان للوقف عقار- وان لم يكن عقار فالدخل يأتى من التبرعات ومن الزكاة والصدقة.

ادارة الاوقاف :

لكل وقف دستور نُص فيه كيفية شكل الادارة ويتكون هيئة الادارة من ثلاثة اشخاص اوخمسة اشخاص او سبعة اشخاص الى خمسة عشر شخصا وفى بعض الاوقاف يكون المتولى شخصا واحدا. وتتشكل هيئة الادارة او مجلس الادارة بعد تأسيس الوقف بالانتخاب لمدة سنتين او ثلاث سنوات أو خمس سنوات حسب ما ينص دستور الوقف. وينتخب مجلسُ الادارة من بينها رئيسا ونائب رئيس وسكرتيرا عاما.

ومؤسسة الادارة العامة الرسمية للاوقاف تشرف على كل الاوقاف ويفتش نشاطات الاوقاف مرة فى السنة. وللادارة العامة حق الغاء الاوقاف ان لم يمش الوقف و لم يُدر حسب دستوره و لم يحقق هدفه الذى أسّس لاجله

والاوقاف التى تأخذ المساعدة من الدولة يشرف عليها وزارة المالية وكذلك ان لم يحقق الوقف هدفه المنصوص فى دستوره  فلوزارة المالية حق الغاء المساعدة  ثم يتولى الامر ادارة الاوقاف العامة .

نوعية الادارة :

الآن فى تركيا ادارة عامة رسمية للاوقاف. وهذه الادارة تشرف على جميع الاوقاف و يفتش الاوقاف على أساس دستوره أما من ناحية النشاطات فكل وقف يُؤسس بقانون رقم 900، مستقلٌ حر يعمل بموجب دستوره الخاص ولاتتدخل الدولة فى نشاطات الوقف بل تشرف عليه و تفتشه على أساس مراعاته دستوره

 

نظام الاوقاف التي اسست بعد الجمهورية في تركيا

كما اشرنا قبل ذلك في هذا البحث ان الجمهورية التركية التي اُسست بعد الحرب العالمية الاولى وبعد حرب الاستقلال المعروف غُيّر نظام ادارة الدولة من الملكية الى الجمهورية وبسبب هذا التغيير تَغير كثير من نظام ادارة الدولة واذا نظرنا الي نظام الاوقاف وكانت التغيرات كبيرة وكثيرة جدا لان الاوقاف الموجودة الي عهد الجمهورية نظامها كان اسلاميا من ناحية التأسيس ومن ناحية الادارة وغَيّروا  هذين النظامين هكذا :

 

اولا: ألغوا وزارة الاوقاف وجعلوا بدلها ادارة الاوقاف العامة ورُبطت كل الاوقاف الي هذه الادارة خيرية كانت او أهلية

ثانيا:غُيّر نظام الاوقاف من جهة العقار والمنفعة لان الاوقاف قديما كانت تخصص الي اماكن معينة مثل المساجد والتكايا والامارات والخيرات العامة

فالدولة  تكفلت مرتبات الائمة والخطباء في المساجد والوعاظ والخدمات الخيرية ومعاش مَن يعمل فى ادارة الشؤن الدينية كلها من خزانة الدولة.

كانت هناك اوقاف اهلية ذرية لم تُلغ هذه الاوقاف. واُعطى ادارة هذه الاوقاف الي متوليها وجُعل رقابة هذه الاوقاف وتفتيشها تحت ادارة الاوقاف العامة .

 

كيف يُنظّم  الاوقاف فى عصرنا الحاضر ؟

 

كما علمنا من تاريخ الاوقاف ان الاوقاف كثيرا ما واجهت بالاخطاء والاخطار فى ادارتها بسبب نقصان اهلية المتوللين. فمستندا على تلك الحوادث التى وقعت فى التاريخ  ينبغى لنا ان نفكر فى تنظيم الاوقاف الجديدة لحفظ  اموال و امكانات الاوقاف. فعلى ما أعلم ان احسن نطام يحفظ الاوقاف من الاخطاء و الاخطار  فيما يستقبل هو هذه الضمانات التى ترعى من الدولة :

الاول : تأسيس الاوقاف رسميا بطريق المحاكم. والآن هذا النظام يُطبّق فى تركيا . كل الاوقاف يُأسس فى تركيا بطريق المحاكم والمحكمة تبحث عن هدف الوقف قببل تأسيسه ثم يقرر تأسيسه .

الثانى : يُكتب فى دستور  الوقف نظام  " الخَلَفية " كمادة  فهى كل عضو مُؤسس للوقف يكتب  أسماء أشخاص  فى رسالة و يضعها فى ظرف ويغلق الظرف و يُسلم الى ادارة الوقف. وادارة الوقف يحفظ هذه الرسالة فى قاصا. وهذا الشخص يكتب فيها و يقول : ( بعد وفاتى يخلفنى واحد من هذه الاسماء التى كتبتها فى هذه الرسالة. و للهيئة حق اختيار الواحد منهم بحسب ترتيب كتابة الاسماء)  لان الهيئة  حينما تفتح   الظرف يرى هناك أسماء و يفحص  ان لم يناسب الاول وله ان يختار الثانى أو الثالث. وهذا النظام- وهو نظام التخلف فى ادارة الوقف-، يضمن الامان و السلامة فى  ادارة الوقف باذن الله تعالى فى المستقبل  لان هذا النظام  يستمر  فكل من يأتى بهذه الطريقة لادارة الوقف يخلفه آخر بنفس الطريقة الى ما شاء الله تعالى.

الثالث : لا بد من تفتيش الاوقاف من طرف الحكومات  و ايضا من طرف ادارة الاوقاف الرسمية  كما هو موجود فى تركيا الآن . والاوقاف فى تركيا تنقسم ال قسمين :

1 ـ  الاوقاف النصف الرسمية بمعنى ان الدولة تعفى بعض الاوقاف عن الضرائب بشروط معينة . فهذه الاوقاف تُفَتّش من جهتين ، من وزارة المالية و من ادارة الاوقاف العامة والدولة تهتم بهذه الاوقاف بسبب معافاة الضرائب.

2 ـ الاوقاف العامة العادية و هذه الاوقاف لها تفتيشٌ كل سنة من ادارة الاوقاف العامة. و هذه الاوقاف تُفتش حسب دستوره  الذى كُتب فيه هدف الوقف و مجال نشاطاته، لان المُفتش دائما ينظر فى نفتيشه الى مادة الهدف و الى النشاطات التى ذكرت فى الدستور . وهذا مهم جدا لكي يمشى الوقف فى طريق صحيح لانجاز ما ينبغى من الاهداف و المشاريع.

3 ـ فى بداية انشاء الاوقاف ينبغى ان يكون هناك مال كاف او امكاتات كافية من النقود والعقارات ومن أسهم الشركات. لانه ان لم يوجد ما يكفى لتحقيق هدف الوقف من المال و الامكانت الاخرى يصعب  على الوقف تحقيق هدفه. وفى هذه الحالة لا يتحقق هدف الوقف المرجو.

 

المـرا جـع

1  -  القرآن الكريم

2  -    الجامع الصحيح للبخارى -كتاب الوصايا

3  -   مؤسسة الوقف فى اطار تاريخ التجديد باللغة التركية

        للدكتور نظيف اوزتورك . دارالنشر لوقف الديانة آنقرة  1995

4 -  الاوقاف فى نظر محمد حمدى ياوز للدكتور نظيف اوزتورك دار النشر لوقف الديانة آنقرة

5 – تقرير ادارة الاوقاف العامة بتاريخ 15/12/1995 آنقرة

6-  الاوقاف من جهة نظر الاسلام و علم الاجتماع للدكتور ضيا قازيجى اسطنبول 1985

7 – قائمة الاوقاف الجديدة من نشريات الادارة العامة للاوقاف  آنقرة

8 – وقف شمس الدين آلتون آبا للاستاذ الدكتور عثمان طوران مجلة بَلَّتن  عدد 11/42/211

9 – موسوعة ميدان لاروس مادة وقف

 

10- Bahaddin Yediyıldız.

        Istitution  du vaaf au xvııı e sieele en Turquie etud socia historique Paris 1975

 11- Ali  Haydar ترتيب الصنوفى ـ أحكام الاوقاف

                         İstanbul  1240 rumî

12-Ömer Hilmi    اتحاف الاخلاف  فى احكام  الاوقاف   İstanbul 1307

13 – Hüseyin Hüsnü    İstanbul 1311   أحكام الاوقاف

14-   L . Millot, Lutroduction a l’etude du droit musulman,

                           Paris 1953

15 -      M.Z.Pakalın, Osmanlı tarih deyimleri veterimleri       sözlüğü,İstanbul 1955. 

16  -  C. Taşdemir, ( Comparaison des principles fondamentaux de la succesion en droit roman , Paris 1939, s.185.

17  -  H. Laoust, Les chismes dans l’ Islam, Paris 1965.

18        -  F. Köprülü, Vakıf müessesesinin hukukî mahiyeti ve tarihî tekamülü(bu bir makaledir).

19        -  E. Levi , Provençal,Histore de l’ Espagne Musulmane , Paris, 1953.

20        رشيد الدين فضل الله ؛  الوقفيات الرشيدية بخلف الواقف فى بيان شرائط امور الاوقاف و المصاريف ، تهران  1972.21        Osman Turan, Türkiye Selçukluları hakkında resmî vesikalar . 1958  Ankara.

22        – Mustafa Nuri ,  نتائج الوقوعات İstanbul 1328

23        – M. Kemal ve H. Husameddin  اوقاف حمايون نطارتنك  تاريخجء تشكيلاتى و نُظّامك تراجم أحوالى   İstanbul 1335.

24        -  M.A.Simsar, The vaqfiah Ahmed Paşa,Philadelphia1940

 

Benzer Konular

EVKAF TOPLANTISINDA SUNULAN TEBİĞ

8-10 eKİM 2009 tarihinde Medine-i Münevvere'de yapılan toplantıda sunulan "Mukayesetü'l-Evkafi'l-Cedide bitürkiye mea'l-evkafi'l-İslamiye" başlıklı Arapça tebliğ metni

AİLE ve AHLAK

Dünya İslam Birliği'nin Mekke'de 31 Mayıs-2 Haziran 2008 tarihlerinde tertiplediği İNSANLIĞIN ORTAK OLDUĞU AİLE VE AHLAK konulu toplantıda sunduğum Arapça tebliğ metnimdir.

HAC MENASİKİ

MENASİKÜ'L-HAC TEBLİĞ METNİ